سيرته الذاتية
ولد أحمد حسين ديدات في بلدة ( تادكيشنار ) بولاية ( سوارات ) الهندية . هاجر أبوه و كان يعمل خياطا إلى جنوب أفريقيا بعد مولد ابنه مباشرة . لحق أحمد ديدات بأبيه عام 1927 لتعثر و صعوبة فرص الدراسة في الهند و توفيت والدته بعد فراقه بشهور قليلة . واجه الطفل أحمد ديدات آنذاك صعوبات جمة لكنه اجتهد بفطرته وبما وهبه الله له من ذكاء فتعلم الإنجليزية و تفوق في دراسته و توقف عند الصف السادس بسبب الظروف المادية الصعبة .
بدء العمل الدعوي
في السادسة عشرة من عمره بدأ أول عملٍ له كبائعٍ في متجر ، ثمَّ عمل في متاجر كثيرة ، ثمَّ عمل أحمد ديدات في عام 1936 في متجرٍ يملكه مسلم ، وكان بالقرب من معهد تعليمٍ نصرانيٍّ على ساحل ناتال الشمالي ، وقد أشعلت الإهانات المستمرَّة ضدَّ الإسلام من قبل المنصِّرين المتمرَّنين بالمعهد في نفسه الرغبة في إبطال ادعاءاتهم الباطلة .
و توافق ذلك مع حصوله على كتاب إظهار الحق لمؤلف هندي جاور المدينة و دفن بها هو رحمة الله الهندي ، هذا الكتاب هو الذي فتح آفاق أحمد ديدات للرد على شبهات النصارى و بداية منهج حواري مع أهل الكتاب و تأصيله تأصيلا شرعيا يوافق المنهج القرآني في دعوة أهل الكتاب إلى الحوار و طلب البرهان و الحجة من كتبهم المحرفة فكان لفكرة إقامة المناظرات أثرٌ عميقٌ عند أحمد ديدات ، ليترك لنا هذا المنهج الدعوى المبارك و الذي كان نتيجته أن أسلم على يديه آلاف من النصارى من مختلف أنحاء العالم و البعض منهم الآن دعاة إلى الاسلام ,
بروح الحماس والعمل لإظهار الحقِّ، اشترى أحمد ديدات أوَّل إنجيلٍ له ، ودرسه جيِّدا، وبدأ يقيم المناظرات والمناقشات مع المنصِّرين المتمرِّنين بالمعهد القريب ، ولم يتوقَّف أحمد ديدات - بعدما كانوا ينسحبون سريعاً من مواجهة براهينه القاطعة - عند ذلك ، بل تعدَّاه لدعوة معلِّميهم ، وكذلك القساوسة في المناطق المحيطة .
في عام 1936 م عمل بائعاً في دكان لبيع المواد الغذائية .
ثم بعدها سائقاً في مصنع أثاث .
ثم شغل وظيفة ( كاتب ) في المصنع نفسه .
و تدرج في المناصب حتى أصبح مديراً للمصنع بعد ذلك .
في أواخر الأربعينات التحق أحمد ديدات بدورات تدريبية للمبتدئين في صيانة الراديو وأُسس الهندسة الكهربائية ومواضيع فنية أخرى .
فى عام 1949 م بعد أن جمع قدر من المال رحل إلى باكستان و أشتغل على تنظيم معمل للنسيج .
بعد فترة كان منكبّاً فيها على تنظيم معمل النسيج تزوج أحمد ديدات وأنجب ولدين وبنتاً اضطر أحمد ديدات إلى العودة مرة أخرى إلى جنوب أفريقيا بعد ثلاث سنوات للحيلولة دون فقدانه لجنسيتها ، حيث أنه ليس من مواليد جنوب أفريقيا .
فور وصوله إلى جنوب أفريقيا عرض عليه استلام منصب مدير مصنع الأثاث الذي كان يعمل فيه سابقاً .
إنتاجه
في بداية الخمسينيات أصدر كتيبه الأول : " ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم ؟ " ، ثم نشر بعد ذلك أحد أبرز كتيباته : " هل الكتاب المقدس كلام الله ؟ " .
في عام 1959 م توقف أحمد ديدات عن مواصلة أعماله حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي نذر لها حياته فيما بعد ، وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات . وفي سعيه الحثيث لأداء هذا الدور العظيم زار العديد من دول العالم ، واشتهر بمناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال : كلارك – جيمي سواجارت – أنيس شروش
كان أحمد ديدات العضو المؤسِّس الأوَّل للمركز الدوليِّ لنشر الإسلام " معهد السلام لتخريج الدعاة " "IPCI" ، بمدينة ( ديربن ) بجنوب إفريقيا وأصبح رئيساً له .
نشر أحمد ديدات ما يزيد على عشرين كتابا، ووزَّع ملايين النسخ منها مجَّانا ، كما ألقى الآلاف من المحاضرات، فضلاً عن نجاحه في المناظرات مع القساوسة حول الإنجيل ، والتي كان من أبرز نتائجها إسلام آلاف البشر.[بحاجة لمصدر]
مُنح أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986 م و أعطي درجة " أستاذ " .
يعتبر الداعية أحمد ديدات أحد أكثر المتعمقين في نصوص اللأناجيل المختلفة فهو عالم مسلم في الأنجيل المسيحى .
أُطلِقت العديد من الألقاب على أحمد ، منها : " قاهر المنصِّرين " ، و" الرجل ذو المهمَّة " .
كما علَّم ديدات العديد من التلاميذ الذين ساروا على دربه ، ومضَوا في طريق الجهاد في سبيل الله تعالى ضد المنصِّرين والقساوسة ، من أبرزهم الدكتور زاكر نايك ، والذي قال عنه ديدات : " ما قمتُ به في أربعين سنة ، قام به زاكر في أربع سنوات ! " .
بعد مرض عضال أقعده شليلاً منذ عام 1995 توفى في 8 أغسطس عام 2005وفقد المسلمون بموته داعية ومحاور ومناظر يشار إليه بالبنان .