ثورة تونس منحت مكارم للشعوب
تناولت بعض الصحف الأميركية ما بات يوصف بالثورة الشعبية في تونس والتي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بالنقد والتحليل ، مشيرة إلى أن ثورة تونس منحت مكرمات للشعوب العربية الأخرى ، وإلى دور استخدام الشبكات الاجتماعية في إحداث الثورة .
فقد أشارت صحيفة واشنطن تايمز إلى أن الثورة الشعبية التونسية أسفرت عن مكارم كثيرة في مواقع أخرى من العالم العربي ، مضيفة أن الأنظمة في المنطقة بدأت تنشد ود ورضى شعوبها مخافة أن أن تهب عليها الرياح الشعبية التونسية .
وتحاول من وصفتها الصحيفة بأنظمة الحكم الاستبدادية في العالم العربي استرضاء شعوبها في هذه الفترة العصيبة وتلبية ما أمكن من متطلبات الشعوب ، خشية أن تزحف إلى بلادهم ثورات على شاكلة الثورة التونسية تطيح بعروشهم وأنظمتهم المستبدة .
وأوضحت أن بعض حكومات الدول العربية بدأت بعد هروب الرئيس التونسي إلى خارج بلاده بالتراجع عن بعض القرارات السابقة المتعلقة برفع أسعار المواد الغذائية والمحروقات وغيرها ، إضافة إلى قيام بعضها بتوزيع المنح والمساعدات المالية المباشرة علها تتقي بذلك عدوى الثورة الشعبية التونسية .
هبات ومنح
وأشارت الصحيفة إلى توزيع الكويت ملايين الدولارات على أبناء شعبها بشكل نقدي ، بحيث نال كل كويتي مبلغ 3500 دولار دفعة واحدة ، وإلى اعتماد الحكومة السورية خطة بـ250 مليون دولار لمساعدة 420 ألف عائلة فقيرة معدمة ، وإلى إعلان الحكومة السودانية نيتها اتخاذ إجراءات من شأنها تخفيض الأسعار الملتهبة لبعض المواد مثل السكر وزيت الطبخ .
وأما كبيرة الباحثين في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي مارينا أوتاوي - وهي مديرة برنامج الشرق الأوسط في المؤسسة ومتخصصة في الديمقراطية ودراسة مؤسسات الدولة في مناطق النزاعات - فأشارت إلى أن الثورة الشعبية التونسية قدمت درسا للقادة العرب مفاده أنه يمكن للشعوب أن تثور ضد الظلم والاستبداد .
من جانبه تساءل الكاتب الأميركي دويل ماكمناص عما إذا كان استخدام الشبكات الاجتماعية في الإنترنت مثل تويتر له الدور الأكبر في الإطاحة بنظام الحكم في تونس وإشعال الثورة الشعبية فيها .
استبداد بالحكم
وقال في مقال نشرته صحيفة لوس أنجلوس إنه بعدما أطاحت الثورة الشعبية بمن وصفته بالدكتاتور التونسي ونظامه الفاسد بعد 23 عاما من الاستبداد في الحكم ، يتوقع أن تنتقل عدوى الثورة التونسية إلى دول الغرب بشأن قضايا مختلفة تهم بلادهم عبر نفس الوسيلة ، مضيفا أن الأوروبيين والأميركيين يصفون ما جرى ويجري في تونس بأنه " ثورة تويتر ".
وأشار ماكمناص إلى أنه يمكن للشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت إحداث ثورات تندلع في مناطق متعددة من العالم وتشتعل بين الناس والشعوب اشتعال النار في الهشيم ، وذلك حسب طبيعة الشبكات الاجتماعية وطبيعة القضايا المختلف عليها في شتى بقاع العالم .
كما دعا الكاتب إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى مساعدة الشعب التونسي على اكتمال إنجاح الثورة الشعبية كي يتسنى له التحول من الدكتاتورية إلى الديمقراطية ، وذلك عبر الدبلوماسية والمساعدات الخارجية .
.المصدر
واشنطن تايمز + لوس أنجلوس تايمز